توفيق الحكيم لفاروق شوشة: معندناش مكتشف آثار أدبية. احنا مش ماشيين علي الطريق اللي مشت فيه أوروبا.

 الحضارة عندهم تجاوزت كل هذا الذي نقوله من تقدم علمي وفني وأدبي وتطورات موسيقية وتطورات أدبية. كل هذا كانت مدارس كثيرة تكفلت بتقدم هذه الأشياء.. عندك القرن الثامن عشر والسابع عشر والتاسع عشر لغاية القرن العشرين.

ومن الأسف حتي عندنا مغطناش هذا! هل تستطيع أنت أو أنا أن نعرف ما الذي كان في حالة الشعر والعقل وكذا في القرن السادس عشر في مصر هنا

بعضهم يقول كان عندنا البهاء زهير.. طب ما قبله؟ لا ندري! لأن جامعتنا لا تبحث في هذا. هي تبحث في القائم اليوم.

يوجد عندنا مفتشين آثار يحفروا علي آنية مثلاً من القرن كذا.. فرعونية او رومانية او كذا.. من القرون الغابرة. معندناش مكتشف آثار أدبية. بمعني انه يكون عندنا واحد يقولنا ايه كان الفكر عندنا في القرن الرابع عشر الميلادي. مفيش. يمكن في القرون القديمة اللي العرب نفسهم كتبوا عنها بقي. بنعرف اخبار الشعراء والمفكرين والفلاسفة القدام اوي لكن بعض فترة معينة في القرون المتأخرة من القرن الرابع عشر وطالع لغاية اليوم وجامعات موجودة لا تبحث في هذا.

بنبني ما نسميه المعاصرة ولو ان الأصالة ما استنفدنهاش. يعني برضة مبنعرفش الماضي بتاعنا. ولا عندنا المؤلفات اللي تقولنا القرن الثامن عشر كان فيه ايه والقرن السابع عشر كان فيه ايه. منعرفوش. ومثقفينا أسهل اوي انه يأخذ الكتاب كدة. أوروبي طالع النهاردة. يجيب منه المعلومات بتاعه النهاردة. تبص تلاقيه زي عمارة يبني فيها الدور التاسع والعاشر تقوله طب والدور الخامس فين يقول معرفش ملوش ضرورة! طب والدور التالت؟ تالت، هو فيه دور تالت! فإذن ما احناش ماشيين علي الطريق اللي مشت فيه أوروبا. في أوروبا تبص تلاقي كل واحد متعلم يقدر يعرف فيه ايه في تاريخ الفكر والأدب والفن والموسيقي في القرن العشرين والتسعتاشر والتمنتاشر والسبعتاشر. دائماً تجد هذا متداول.

توفيق الحكيم.

أمسية ثقافية: فاروق شوشة يحاور توفيق الحكيم. 

ماسبيرو زمان.